تتسببب الطفيليات الدموية من نوع المثقبيات (Trypanosoma) بأمراض في الأنسان والحيوان حيث تنتقل عن طريق حشرة ناقلة مؤدية الى مرض واسع الأنتشار خصوص في أفريقيا. تستطيع هذه الطفيليات من أحداث أصابة مزمنة طويلة الأمد نتيجة لتهربها من جهاز المناعة نتيجة لأمكانيتها من أفراز غطاء كلايكبروتيني يحميها من مناعة المضيف حين تواجدها بالدم. يتم أستبدال هذا الدرع البروتيني بأستمرار من قبل الطفيلي لضمان حماية مستمرة من مناعة المضيف من خلال خزين متنوع كامل من الجينات المسؤولة عن أنتاج هذا النوع من الكلايكوبروتين الخارجي (VSG). في مثقبيات بروس (T.brucei) تتواجد هذه الجينات في مواقع معينة على كروموسومات جينوم الطفيلي إذ تتموضع في أماكن خاصة عند نهايات بعض الكروموسومات تسبقها سلسلة متكررة من النيوكليوتيدات غير متواجدة في مكان آخر من الجينوم كما وترافق هذه الجينات آنفة الذكر جينات أخرى سطحيةمرافقة تسمى (ESAGs). بينما النوع الآخر من هذه الطفيليات وهو المثقبيات الكونغولية (T. congolense) والذي يصيب الحيوانات هي أيضاً تعتمد على مثل هذه الجينات للتهرب من جهاز المناعة إلا أن المناطق الكروموسومية التي تحوي هذه الجينات لم تدرس من قبل ولايوجد وصف دقيق لها. لذلك وبتوفر تقنية السكونسنغ الجديدة التي توفر أمتدادات طويلة لقراءة تسلسل نيوكليوتيدات المادة النووية تمكنا من وصف دقيق لهذه المناطق الكروموسومية الحاوية على هذه الجينات. تتميز هذه المناطق احتوائها على تسلسلات متكررة من الحامض النووي وجينات الكلايكوبروتين الخارجي ترافقها أحياناً جينات سطحية لا تشبه تلك الموصوفة في مثقبيات بروس. من خلال دراسة هذه المناطق ومقارنتها بمثيلاتها في طفيلي مثقبيات بروس لوصف التطور لهذه المناطق الكروموسومية في المثقبيات الأفريقية فأننا نضع الأسس العلمية لتطور مثل هذه المناطق في كروموسومات هذه الطفيليات.